تستخدم السيارات الحديثة أجهزة استشعار لضبط خلط الوقود على عكس السيارات القديمة. فهل تحتاج هذه السيارات إلى التسخين قبل الإنطلاق؟
يعمل محرك الاحتراق الداخلي باستخدام المكابس لضغط خليط من الهواء والوقود المتبخر داخل الأسطوانة. ثم يشتعل الخليط المضغوط ليحدث احتراقًا. وعندما يكون محرك سيارتك باردًا، تقل احتمالية تبخر البنزين وإنشاء النسبة الصحيحة من الهواء والوقود المتبخر للاحتراق. لكن المحركات الحديثة التي تعمل بحقن الوقود الإلكتروني أوالبخاخ، تعوض البرد عن طريق ضخ المزيد من البنزين في الخليط. ومع ارتفاع درجة حرارة المحرك ، تسمح الحاقنات بدخول وقود أقل ويعود كل شيء إلى طبيعته.
الفكرة الراسخة بأن عليك ترك سيارتك قيد التشغيل قبل الإنطلاق في البرد تنطبق فقط على المحركات التي كانت تعتمد على الكاربيراتور. ولكن لا يزال يتعين عليك الإنتظار بعض الوقت قبل القيادة في درجات حرارة تحت الصفر لكي ترتفع حرارة الزيت إلى معدل التشغيل المثالي.
وما زال يقوم الكثير من السائقين بتشغيل السيارة لعدة دقائق وتركها في وضع الخمول لتسخن قبل القيادة. وخلافًا للاعتقاد الشائع، فإن هذا لا يطيل عمر محرك سيارتك. لكن إذا كانت سيارتك كلاسيكية أو قديمة، فقد تحتاج لتسخين المحرك قبل القيادة. أما إذا كانت جديدة، يمكنك تسخين المحرك لمدة ثلاثين ثانية، فذلك لن يضر بسيارتك وفي الوقت عينه يسمح منطقياً للقطع أن تصل إلى حرارة التشغيل الآمنة.
تكمن المشكلة في أن ترك سيارتك في وضع الخمول يبطىء من رفعها إلى درجة حرارة التشغيل. وتؤدي طريقة الإحماء هذه أيضًا إلى مشاكل أخرى مثل إنسداد الكاتالايزر وتجمع الكربون داخل نظام العادم.
وكل ذلك يؤدي بعد سنوات إلى تقليل عدد الكيلومترات التي ستقطعها السيارة دون الحاجة إلى صيانة. وكل ذلك إلى جانب هدر الوقود، وإستهلاك عمر القطع، وتلويث البيئة.
وهنا من المهم الإشارة إلى أن الذين يسخنون محركات سياراتهم لمدة طويلة قبل الإنطلاق مثلاً لعشر دقائق، سيحتاجون لتغيير الزيت قبل أوانه، مع الأخذ بعين الإعتبار المسافة التي كانت يمكن أن تقطعها السيارة في هذه الدقائق، بينما فعلياً هي كانت متوقفة في مكانها.